بعض المميزات الظاهرة الباطلة الفرق
وهناك أيضاً تميزات لا شك أنها باطلة ومن البدع، وهي التي يهمنا أن نذكرها هنا، كما يظن أن للأولياء ما يتميزون به، فـالبطائحية الذين ناظرهم شيخ الإسلام ابن تيمية يحملون أطواق الحديد على رقابهم، أو على أيديهم؛ حتى يعرف إذا ذهب إلى أي مكان، أو مشى في الشارع أن هذا من الأولياء، وبعضهم يتميزون بالخرقة، وكل طريقة لها خرقة معينة، ورتب وشارات، وهذه لم تكن معروفة إلا عند الأعاجم قبل الإسلام، ثم أخذها من انحرف من المسلمين تقليداً، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لتركبن سنن من كان قبلكم؛ حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه )، فأخذوا منهم الرتب والشارات والعلامات الظاهرة؛ اتباعاً وتقليداً، وذلك بغض النظر عن درجتها من الحرمة والابتداع، فالمقصود: أنها أخذت ونقلت نقلاً من هؤلاء، وهذا فيما يتعلق بالدنيا.وأشد من ذلك ما يتعلق بالدين، فنجد أن البابا عند النصارى ، أو البطريك -الذي يسمونه الآن: البطريك، وأصلها البطريك- له لباس معين، وشعارات معينة، وشكل معين، ثم الأسقف الكبير، ثم تحته القس، ثم تحته كذا، وهكذا نجدهم درجات، فأتوا هؤلاء فجعلوا نفس الدرجات، ونفس الشعارات، ونفس الشارات، ويميز بينها، فـالرافضة -كما يرون في الحج والعمرة- يلاحظ الاختلاف في ملابسهم، فيلبسون إما عمامة سوداء أو بيضاء، فإن كانت عمامته لونها كذا فهو مجتهد، وهو من آل البيت، وإن كان لونها كذا فهو دون ذلك، وليس مجتهداً، وهذا الشعار في اللباس الظاهر ليس له أصل في الإسلام، وأحياناً نرى في وسائل الإعلام لباس أحبار اليهود عند حائط المبكى، فنجد أنه نفس لباس الرافضة ، فمشابهتهم لليهود واضحة، وذلك من اتباع أحوال وتقاليد من كان قبلنا.فأراد شيخ الإسلام بهذه الفقرة أن يقضي على هذا التميز الذي يراه بعض الناس، فالشيخ عندهم لابد أن يلبس بصورة معينة، وبحالة معينة، وبطريقة معينة، والذين تحته لهم شعار ولباس معين إن كانوا مقربين، وإن كانوا مجرد مريدين؛ فالمريد يمكن أن يلبس لباساً عادياً من جملة ما يلبسه الناس.